شهدت الأندلس خلال فترة الحكم الإسلامي بناء العديد من المساجد التي تعكس روعة العمارة الإسلامية وتنوعها. هذه المساجد لم تكن مجرد أماكن للعبادة، بل كانت أيضًا مراكز علمية وثقافية ساهمت في ازدهار الحضارة الإسلامية في أوروبا. في هذه المقالة، سنستعرض أشهر مساجد الأندلس، مع تسليط الضوء على تاريخ بنائها وموقعها وأهم ميزاتها.
مسجد قرطبة الكبير
بُني مسجد قرطبة الكبير عام 784م بأمر من الأمير الأموي عبد الرحمن الأول. يقع في مدينة قرطبة، وهو من أشهر معالم العمارة الإسلامية في العالم. يتسع المسجد لأكثر من 40,000 مصلٍ، ويتميز بأقواسه الرائعة وأعمدته المزخرفة. شهد المسجد توسيعات عديدة على مر العصور، مما أضفى عليه طابعاً معمارياً مميزاً.
مسجد الزهراء
بُني مسجد الزهراء في مدينة الزهراء بالقرب من قرطبة في عهد الخليفة الأموي عبد الرحمن الثالث عام 936م. كان جزءًا من المدينة الملكية التي أنشأها عبد الرحمن الثالث، ويعكس تصميمه الفخم روعة العمارة الأموية. كان المسجد مركزًا دينيًا وثقافيًا مهمًا، ويُعد من أبرز معالم المدينة الأثرية.
الجامع الاكبر باشبيلية
أُنشئ مسجد إشبيلية الكبير في عام 1172م بأمر من الخليفة الموحدي أبو يوسف يعقوب المنصور بعد موقعة الارك . يقع في مدينة إشبيلية، وكان يتسع لأكثر من 25,000 مصلٍ. المسجد تحول لاحقاً إلى كاتدرائية إشبيلية بعد سقوط المدينة في يد المسيحيين، وما زالت مئذنته الشهيرة، الخيرالدة، قائمة حتى اليوم.
مسجد باب المردوم
بُني مسجد باب المردوم في مدينة طليطلة عام 999م في عهد الحكم الثاني. يشتهر بتصميمه الفريد الذي يجمع بين الطراز الأموي والتأثيرات المحلية. المسجد تحول إلى كنيسة بعد استعادة المسيحيين لطليطلة، ولكنه ما زال يحتفظ بالكثير من معالمه الإسلامية الأصلية ويسمى ايضا مسجد نور المسيح .
مسجد الاندلسيين
تم بناء مسجد الأندلسيين في غرناطة عام 1200م. كان المسجد يتسع لعدد كبير من المصلين وكان مركزاً دينياً وتعليمياً مهماً. يعكس تصميم المسجد تداخل الفنون الإسلامية الأندلسية ويعد واحداً من الشواهد الباقية على حضارة الأندلس العريقة.
في الاخير تمثل مساجد الأندلس جزءًا لا يتجزأ من التراث الإسلامي العريق في إسبانيا. هذه المساجد ليست فقط أماكن للعبادة، بل هي أيضًا رمز للتعايش والتقدم العلمي والثقافي الذي شهده العصر الأندلسي. زيارتها اليوم تعيد الزائرين إلى زمن كانت فيه الأندلس منارة للعلم والثقافة والفن.